الأفكار لا تولد في ذهني إلا حينما أميل على جنبي وأضع يدي تحت رأسي وخلفهما الوسادة.. هكذا اعتدت منذ صبايَ.أكاد أعتصر نوما وبمجرد أن تتصارع الأفكار إلى ذهني يخلو الجفن من حرقة النعاس ورغبة النوم وأفيق كمن نام أسبوعا كاملا وينبعث في النشاط.. ثم أمسك قلمي فيتشتت عقلي ولا أدرك مما تصارع في بالي شيئا إلا قليله النعاس لا يسمن ولا يغني عن ضياع النوم الذي سأحارب جفوني لأعيده إليها ثانية .
أتذكر يوما شرد ذهني هناك وهنا. مر بحارات الدنيا وسبح في بحورها وفعل كل ما أتمنى حتى وجدها تقف على شاطئ الحياة تنتظر. أجمل عالم ذهبته بخيالي مذ وعيت وفهمت معنى التخيل. عرفتها حقيقة . تمنيت لو كنت قد سجلت خيالي لأقارنهما كيف هي وكيف هو ؟
آه يا أيها القلب. أما لك من وليف يؤنس نبضك. ترتاح إليه وتهنأ به. أما لك حظ في وادي الحمام الأبيض الرقيق.. أما آن لعصفورة عذبة المحيى بارعة الحسن أن ترفرف بجناحيها الصغيرين عليك وتنتهي إلى كتفك تتكئ عليه طيلة العمر .. أومأ حان الوقت لتمتلك قلب إحداهن لتنعم بغرامه وتغيب في أحضانه .. ربما لم يحن الوقت بعد. أَو تخبئ لي خيرا أيها القدر أم أنه الحـال باق على ما هو عليه ؟
كلما ههمت أن أبعد فكري وخاطري عن الحب وأجواءه وعن الأنثى وخبايا روحها. وحين أقترب من خط الوصول لتحقيق الفكرة أعود وانتكس ثانية ويضيع إيماني بأن شأني بهذا الأمر لم يأتي بعد.. كل ذلك لأن عيني رأت إحداهن تعتصر جمالا وتذوب رقة.
الحياة مكمن أسرار ما نعمله عنها قشور تمكننا من العيش لا من الحيـاة. أن تعرف كيف تتنفس لتكتسب لا لتفقد.. أن تأكل لتفيد كيانك لا لتهدم بنيتك .. أن تفكر لتعمر لا لتدمر. أن تحب أنثى لأنها نصف الدنيا الآخر لا لأنها الصنف الآخر الذي يكمل صلة يعلمها الله.كل ذلك لا يعي حقيقته إلا قليل
تعودت أن أتألم ولا يشعر بوجعي سوايَ أنا. أن أصرخ ولا تسمع صرخاتي سوى أذناي. تعلمت أخيرا أن أعيشها مع الناس وأكون وحدي. هكذا لا بد أن يكون لأن غير هذا لن يصلح معي.
لقد شعرت بالحاجة للتنفس وأكتب هذه السطور، لتلبية حاجة أخرى لتخفيف وطأة الألم ثم أكتم ولا أتكلم.